-A +A
ياسر العمرو
أخيرا.. ماذا ينقص «السعوديون» في عالم الإنترنت؟.
إن سلمنا بنضج التجربة، فإننا أمام خانات متعددة كان لها عميق الأثر في التحولات الاجتماعية، كانت ستبقى على خطى «السلحفاة» لولا المد الإنترنتي، وهي بطبيعتها تحمل رؤى مؤيدة ومعارضة لنتائجها، ولكن حصيلتها تبرز في الخانة الأبرز: حرية تداول الأفكار بعيدا عن الرأي الواحد، مما حفز العقول إلى التفكير والنظر من زوايا متعددة، وبالتالي المشاركة في مداولة القضايا، والتأثير على الرأي العام بعد أن كانت المعادلة محصورة في «الوسيلة الإعلامية والقارئ المتلقي».
حقبة المنتديات الإلكترونية التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، علقت الجرس في مسار التغيير الفكري وصقل المواهب وإبراز المختفين ــ قسرا ــ في الأركان البعيدة، وبالتالي ارتفعت وتيرة النشاط المعرفي عند غالبية المستخدمين، ولم تعد «المعلومة» خافية بقدر ما أصبحت محرجة لبعض الأطراف الرسمية لإعادة هيكلة العلاقات العامة وإداراتها التي لم يدرك بعضها عامل النضج الاجتماعي، وقدرة الشبكات الاجتماعية وقنوات اليوتيوب على بعثرة أدواتهم التقليدية.
جانب الإخفاق الوحيد في التجربة السعودية بعد مضي 13 عاما على دخول الإنترنت يكمن في شقين: الاقتصادي والخدمي، إذ لم يزل السعوديون يمثلون مصدر «تلقٍ» لا إنتاج في العملية الاقتصادية على الإنترنت، مستحوذين في الوقت ذاته ــ وفقا للدراسات المسحية ــ على الرقم الأعلى في تأثرهم بالإعلانات التسويقية في مجالات الإعلام الجديد، ورغم وجود قيمة شرائية مرتفعة في المجتمع لم تقدم خدمات تسويقية يشار إليها بالبنان، وجميعها محاولات لحظية تمثل موقع «الوساطة» بين البائع والمشتري كما في مواقع شراء السيارات وموقع مستعمل وسوق وغيرها، في المقابل أحد مطاعم البيتزا الشهيرة في أمريكا لا يكلفك عناء الاتصال أو الطلب حينما يتيح لك تكوين البيتزا بنفسك على الموقع، والتكفل بإيصالها خلال 25 دقيقة ... هذا لضرب المثل وليس لحصر الفكرة!، ولذلك ليس «حلما» أن نشاهد مشاريع سعودية قادمة على غرار «أمازون» وغيره.
معضلتنا القادمة تكمن في استجابة القطاعات الرسمية لأشكال الحكومة الإلكترونية، وأن تكون فاعلة في التعاطي معها، فالمسألة ليست مجرد نماذج تطبع بمقدار ما تمثل تطويعا للتقنية في خدمة المواطنين وتقليل التكاليف، والتجربة أثبتت العجز التقني لكثير من القطاعات في المواكبة بين موقع معطل وخادم مهترئ، رغما عن أنف موقع الخدمات الحكومية الإلكترونية «يسر» وجهوده!.
أخيرا: إن كان أحد علماء الاجتماع وثق لمرحلة الفضائيات باسم «دولة التلفزيون»، فإن العالم بأسره أصبح يتقلب في «دولة» الإنترنت.

yalamro@hotmail.com



للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي
أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة